العدد 3705 - الأحد 28 أكتوبر 2012م الموافق 12 ذي الحجة 1433هـ

القعود: الشباب البحريني يمتلك المهارات... ودعم المؤسسات غير كافٍ

طالب بمحاربة الفقر في البحرين والعالم ودعا إلى تكاتف جميع الأطياف

خالد القعود في لقائه مع «الوسط» أكد إمكانية محاربة الفقر وخلق جيل يملك مهارات قيادية - تصوير عقيل الفردان
خالد القعود في لقائه مع «الوسط» أكد إمكانية محاربة الفقر وخلق جيل يملك مهارات قيادية - تصوير عقيل الفردان

أكد رئيس مجلس الإدارة بالجمعية البحرينية للمسئولية الاجتماعية خالد القعود حاجة شباب مملكة البحرين إلى الحصول على دعم من مؤسسات المجتمع المدني، مشيراً إلى أن الشباب البحريني لديه الكثير من الطاقات، إلا أن الدعم المقدم له غير كافٍ.

كما طالب القعود بمحاربة الفقر في العالم وبما فيه البحرين، مؤكداً وجود عوائل تعيش تحت خط الفقر في البحرين.

وأوضح القعود في لقاء مع «الوسط» أنه بالإمكان محاربة الفقر في العالم من خلال عدة وسائل، وهذا ما أكده في إحدى المؤتمرات التي عقدت خارج البحرين، وشغل القعود عدة مناصب قيادية على مستوى منظمة التوستماسترز العالمية كأول بحريني مسئول في العلاقات العامة في القطاع (79) لدول الخليج العربي والأردن، ونائب الرئيس لشئون التسويق، إذ حصل على شهادة التسويق المتميز من الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي، كما شغل منصب نائب رئيس القطاع (79) للشئون التعليمية والتدريب، كما مثّل مملكة البحرين في سنوات ماضية في المؤتمر العالمي لمنظمة التوستماسترز العالمية في الولايات المتحدة الأميركية؛ ورفع علم مملكة البحرين بافتتاحية هذه المؤتمرات، التي يحضرها ممثلون من أكثر من مئة دولة، وتعتبر منظمة التوستماسترز العالمية هي منظمة تطوعية غير ربحية تهدف إلى تعليم مهارات القيادة, التواصل والخطابة، والتي تم تأسيسها في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 1924 في سان آنا في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية لمساعدة الأفراد في تعلم مهارات التواصل والقيادة بفعالية أكبر، وفي ما يلي نص اللقاء:

ما هي الفكرة التي أدت إلى إنشاء الجمعية البحرينية للمسئولية الاجتماعية؟

- إن فكرة الجمعية أتت مع وجود توجه عالمي يتكلم عن تحويل مفهوم خدمة المجتمع إلى المسئولية الاجتماعية، وعلى أساس هذا المبدأ تم احتضان أعضاء ملمين ببعض الأفكار البسيطة عن المسئولية الاجتماعية، وقد تقدم الأعضاء بطلب لوزارة التنمية الاجتماعية لإشهار الجمعية وأشهرت الجمعية في الجريدة الرسمية العام 2011.

ما هي أهداف الجمعية البحرينية للمسئولية الاجتماعية؟

- إن الجمعية لها أهداف واضحة من أهمها دعم أربع ركائز تهتم بدعم البيئة ودعم التراث ودعم الاقتصاد، ودعم الأفراد، والأفراد في هذا الهدف ليس المقصود بهم فقط ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، إنما الأفراد في الجمعية المقصود بهم شباب مملكة البحرين والأيتام والشباب الطموح وحتى كبار السن، مع وجود هدف يقتضي نقل تجارب المسئولية الاجتماعية العالمية حتى يحتذى بها بين الشركات في البحرين وخصوصاً في ظل وجود تنافس بين الشركات للحصول على نظام الجودة، إلى جانب أن الجمعية تهدف إلى تسليط الضوء على برامج المسئولية الاجتماعية لتعزيز هذه الثقافة، مع التواصل مع استشاريين في المسئولية الاجتماعية، ومن المتوقع أن يتم تقديم استشاريين خلال السنة المقبلة وذلك لتطوير مفهوم المسئولية الاجتماعية.

هل تركز الجمعية على الفئة الشبابية في المجتمع وخصوصاً أن أكثر فئة في البحرين هي فئة الشباب؟

- إن الجمعية كأفراد تمتلك روح المبادرة في الفئة الشبابية ونحن نحاول أن نجعل هذه الفئة تساهم في تطوير المجتمع، كما أن الجمعية تضم أعضاء أعمارهم من 21 وما فوق وهم من يرسمون الخطط الاجتماعية، وهناك أعضاء أعمارهم تتراوح ما بين 11 و20 سنة وهم الفئة الشبابية، والهدف من انضمام هذه الفئة للجمعية هو زرع روحية خدمة المجتمع فيهم وذلك للانتقال لمرحلة المسئولية الاجتماعية ومعرفة كيفية المساهمة بدورهم في تفعيل هذه المهمة.

ما هي الإنجازات التي حققتها الجمعية مؤخراً؟

- إن الجمعية بأعضائها استطاعت أن تنجز 10 برامج تخدم المجتمع، من أهمها مشروع أهمية تدوير المواد المضرة، وذلك عن طريق استبدال قناني المياه بكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تكلل هذا المشروع بالنجاح، إذ إنه في المرحلة الأولى تم جمع أكثر من 8 آلاف قنينة وفي المرحلة الثانية تم جمع أكثر من 9 آلاف قنينة، كما سيتم عقد مؤتمر البحرين الدولي للمسئولية الاجتماعية تحت رعاية وزير شئون الكهرباء والماء عبدالحسين ميرزا.

توستماسترز يضم أكثر من 270 ألف عضو

في أكثر من 116 دولة

لكونك الفائز في انتخابات 2011 برئاسة القطاع (20) لمنظمة التوستماسترز العالمية التي تشتمل على نوادي سبع دول عربية، ما هي أهداف هذه المنظمة؟

- منظمة توستماسترز هي منظمة عالمية عريقة احتفلت قبل أيام بمرور 88 عاماً على إنشائها في أميركا، وقد أشهر أول نادٍ لهذه المنظمة في الوطن العربي بالبحرين وكان ذلك في العام 1964 ومازال من النوادي البارزة والنشطة على مستوى الشرق الأوسط، وتعتبر المنظمة غير ربحية تهتم بتطوير مهارات الأفراد في التواصل والخطابة، كذلك المهارات القيادية وإدارة الوقت، ويصل عدد أعضاء المنظمة إلى أكثر من 270 ألف عضو في أكثر من 116 دولة حول العالم، وعدد النوادي مازال في ازدياد، إذ وصل عالمياً إلى 12 ألفاً و500 نادٍ.

ما هي البرامج التي تطرحها توستماسترز؟

- البرامج في المنظمة تنقسم إلى تعليمية وقيادية، وتركز البرامج التعليمة على الأدوار التي يقوم بها الأفراد داخل نادي توستماسترز والتي تشتمل على فقرات في الخطابة المعدة مسبقاً وفقرات تقييم الخطب المقدمة من الأعضاء وكذلك تقييم أدوار الاجتماع ما يساهم في عملية إدارة الوقت، كما يتم عمل تقييم عام لكل ما يحدث في الاجتماع ويساهم ذلك في عملية الاستماع الجيد لدى الفرد مع إبراز نقط التطوير لدى الأفراد، كما أن هناك أدواراً مثل الخطب الارتجالية وهي من الفقرات المميزة في نوادي توستماسترز، إذ إنها تهتم بتطوير المهارات، وسرعة البديهة في الرد على الأسئلة، كما تساهم هذه الفقرة في ترتيب الأفكار، إلى جانب أن هناك فقرة عريف الاجتماع التي يتم فيها التدقيق اللغوي على العريف مع حساب عدد التلكؤات وهي فقرة يكون المسئول عنها الاستماع لكل المتحدثين وإعطائهم نصائح لغوية للتحسين من أدائهم في الحديث، أما البرامج القيادية فعلى مستوى النادي يكون عبر التدريب أو العمل في مجلس إدارة النادي وهو منصب تعلمي وإداري يمكن من خلاله صقل مهارات الفرد ومعرفة كيفية الإدارة، ويتمكن الفرد من خلال هذا المنصب أن يرسخ نفسه لخوض انتخابات لمنصب محافظ والتي تكون في مستويات مختلفة كمسئول غن الترشح بـ 4 نوادٍ أو كمحافظ على مناطق عدة مع الاستمرار في التدرج في المناصب القيادية بمنظوم الانتخابات حتى الوصول لرئاسة المنطقة، كما أن كل منصب يحتاج إلى مهارات قيادية للعمل فيها وتساهم هذه المناصب في تطوير المهارات الشخصية وأسلوب التعامل مع إدارة الأزمات والتخطيط الاستراتيجي.

تضم التوسترماسترز والجمعية البحرينية للمسئولية الاجتماعية عدداً من الشباب... تعتقد أن شباب البحرين قادر على صنع التغيير في عدة مجالات؟

- من خلال عملي مع الفئة الشبابية أرى شباباً طموحاً لديه الكثير من المهارات والطاقات التي يجب دعمها وإبرازها لفعل الخير وتطوير عجلة النمو في البحرين، والبحرين تشهد تدويراً للبرامج نفسها المقدمة والمختصة بالشباب، في الوقت الذي يحتاج فيه شباب مملكة البحرين إلى الدعم من مختلف القطاعات سواء الدعم المادي أو توفير مناطق خاصة لهم لإبراز مهاراتهم وإبداعاتهم، والدعم الموجود حالياً لا يكفي، فلو نظرنا إلى برامج الإبداع الشبابية نرى أنها وقتية تنتهي بانتهاء البرنامج ولو كانت هناك متابعة لهذه الفئة فإنه بالإمكان التغيير.

قصة نجاحي حققتها في 12 سنة

كشابٍ كيف تمكنت من إحراز النجاح على المستوى الشخصي والعلمي وتقلد مناصب في منظمة توستماسترز؟

- بدأت قصتي عندما تعرضت لحادث احتراق عندما كنت أمارس العمل في إحدى الشركات الكبرى، إلا أن ذلك الحادث لم يسجل من ضمن إصابات العمل في ذلك الوقت والذي كان في فترة التسعينيات، ومن بعد هذا الحادث وفي فترة النقاهة حاولت أن أعرف ماذا أريد من الحياة، فكان الحادث بمثابة عامل توعوي فكنت آنذاك حاملاً للشهادة الثانوية العامة، وها أنا اليوم أحمل شهادة الماجستير، فقد وضعت في تلك الفترة مربعات تحتوي على كيف كانت حياتي؟ وما أريد تحقيقه؟، وبفضل من الله تحقق ما أريد، وكان جدي داعماً لي في تلك الفترة، وطوال الـ 12 عاماً التي استطعت فيها تحقيق ما أريد عبر تحقيق الأهداف واجتياز المراحل وعدم الاستماع لكل ما يشتتني، وجميع شباب البحرين قادر على تحقيق أهدافهم، فطريق النجاح متاح للجميع ولكن فقط من لديه الجرأة للمضي في هذا الطريق بكل إيجابيته وسلبياته.

ماذا تنوي أن تحقق مستقبلاً سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد الجمعية والتوستماسترز؟

- على صعيد الجمعية، هناك عدة خطط من أهمها بناء مشاريع للتنمية المستدامة في مملكة البحرين على أن تكون مثالاً يحتذى به في الدول الأخرى، كما سيتم تنظيم مؤتمر قريباً، أما على مستوى منظمة التوستماسترز فأطمح في خلق أجيال تتسم بالثقة والمهارات القيادية وفن التواصل وأن يكون هذا الجيل هم القادة في خلق أجيال قيادية قادمة، أما على الصعيد الشخصي فأتمنى أن أرى شخصيات شبابية بحرينية مميزة في مجالات متخصصة في الريادة والقيادة والمسئولية الاجتماعية، وأن أرى جيلاً يهتم بكل الفئات المجتمعية ويساهم في تطوير عجل النمو في مملكة البحرين مع ضرورة عدم نسيان ما تم تعلمه من الآباء والأجداد مع المحافظة على التراث والعادات والتقاليد، مع الاندماج بكل ما هو جديد، كما أني بصدد إصدار أول كتاب لي يتحدث عن القيادية التحولية، وأتمنى أن تتم محاربة الفقر في العالم بما فيها البحرين، فالبحرين تشكو أيضاً من الفقر، كما أطالب بأن يتم التركيز على ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم النظر لهم نظرة مختلفة فهم ميزهم الله، فكل فرد يتميز بميزة مختلفة، كما أطالب بأن يكون هناك دعم واضح من مؤسسات المجتمع لمشاريع التنمية المستدامة وخصوصاً المشاريع المطروحة تحت برنامج المنح المالية للمنظمات الأهلية، فهي برامج ومشاريع مدروسة وذات أهداف نبيلة، ومن الممكن أن تكون إحدى الآليات لتفعيل الشراكة المشتركة بين الأفراد ومنظمات المجتمع المحلي، كما أتمنى أن يكون هناك تكاتف شبابي يشمل جميع الأطياف ومن خلاله يسعون إلى خلق برامج ومشاريع تنموية وثقافية وإبراز الجانب الإبداعي في الشباب بدعم من مملكة البحرين لمشاريع التنمية المستدامة، مع ضرورة التركيز على بناء المهارات المتعلقة بالثقة بالنفس والمهارات القيادية والتي بدورها تساهم في إبراز رسالتهم للمجتمعين المحلي والعالمي، على أن يكون الشباب سفراء لبلادهم في باقي الدول ورفع اسم مملكة البحرين في جميع المحافل وأن يكون الشباب حاملين راية التطوير في مملكة البحرين.

العدد 3705 - الأحد 28 أكتوبر 2012م الموافق 12 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً